عندما لم أكن بذلك القدر من الحزن عند وداعك أيقنتُ حينها بأن عاصفة من الحزن سوف تحتلني يوماً ما لا أدري متى ؟ ولا كيف ؟ ولكني كنت متأكدة من ذلك وها أنا أُصابُ برذاذ من أول موجة إعصارها..
رذاذ من ذكراك فعل بي هكذا وسج بي إلى منفى لأتوسد الحزنُ فيه بمفردي وصورك تلتفُ بعنق ذاكرتي المختزلة من الحياة وكلماتُك تتعمد وبقوة التكرار ع مسامعي التي لم تعُد تعرف أجمل منها ذبذبات قلبيه تُداعب جنبا ذاكرتي لتنهض كل تلك الحكايا التي خدرتها بفعلتك أنت التي ركلتها بقسوة لتدعها كالطفلة اليتيمة قُتل والدها أمامـ عينها لا تعرف أتحزن عليه أم لا تعي معنى الموت ولا تعرفُ الحزن إلا عندما تمتطي أوج رشدها لأنها حتماً ستفتقده ظهراً لا يضاهيه في حمايتها أي ظهراً كان ..
أرتعدُ من تلك الموجه خوفي من أي إعصار ستحمل لي هذه المرة ولماذا ينتهي مفعول المخدر بعد شهرين من الغياب الذي انتاب أجزائي وأصابها بالتنميل لذكراك ..
نعم ذكراك تجعلني انحرف للكتابة بقوه لأطبع أحرف أعمقُ من حزني ع صفحات حبنا الذي لوثته بيديك التي كل يوم كنت انفضها من الملوثات لك وأعلمك كيف تغسلها .؟ ومن أين تعلمت كل ذلك التلوث الجذري ؟
لتنزع جذور الحب في قلبي وتزرع جذور التلوث عوضاً عنها ..
أي مخدر اليوم سيجدي بتذكرة ركلك في ذاكرتي المجحفة بالوريقاتِ المتساقطةِ التي التهمت ثمارها وألقيت بها ..
أُريدُ أن أُبعدك أكثر مع انك الشيء الوحيد الذي يدفعني لأن أكتب أي نوع من البشر أنت ؟
للكتابة نوع من البعثرة وهو ما كنت أُتقنُه قبل معرفتك ولكن ذكراك تدفعني للعودة بقوه لأكتب بأبجديهٍ لم اعتادها مسبقاً أي مخدر هذه المرة سَـ يُعيدُك لحطام ذكرياتي .
فالأحلام التي تأجلت منذُ بضعةِ أشهر لحين البث في حكمها وإحالة حبها ,, أطلق سراحُها ..
لم يتبقى مني أخريات جمعت كل الإناث بداخلي لأعمل مني أنثى تستحوذ عليك وتستهويك .
ألقيتُ بهم لم اعد احتاجهم ألقيتُ كل الأقنعة التي كنت ارتديها لتُعجب بي لأجذبك أكثر لم يكن تصنعاً أكثر منه عشقاً لأخلق مني أنثى وليده حبنا لتتكون من جينات الحب الممتزجة بين قلبينا
لنكون طفرة وراثية لحبٍ دام خمسةِ أعوامٍـ بجينات وكريات وصفائح لأوردة وشرايين تكونت لتلك القلبين العاشقين بتلك الأنثى .
ليس من السهل ع أنثى مثلي سحقُ خمسةِ أعوامٍـ من أنوثتها لتُدر رأسها كالبلهاء دون أن تتذكر ذلك الرجل النحيل الذي انتشلها وفرقها أرباً ليُلقي بها عندما كانت كل ليلةِ تدق أرصفة الطرقات بكعبيها بحثاً عن فارس أحلامٍـ من خيالها كل ليلةِ تتأهب كالمراهقة للقاء به والهروب إلى الخيال الذي يقمعه صوت أُمها توقظها لصلاة الفجر ..
انتشلتني من أحضان الطرقات ومدارات وأفلاك الحب الوهمي الذي لم اعرفه إلا في خيالي لتسكنه أنت بي ,, بداخلي
و لك أنت وحدك خمسةِ أعوامٍـ كانت حصيلتها ثلاث مئةٍ وأربعون صفحة لم يغيب حبك عن أي من الستة ألافٍ وأربعمائةٍ وستون سطراً منها ودعت حروفي شهرين ثم عدت إليها وإليك لأكمل المائة في سُنةِ العاشقين ..
ذنبُك أن تُعلقني بك وليس لي ذنب سوى ذاكرتي التي لم تدع لغيرك مكاناً ليسكنها ويستوطن بأركانها لـِ يمحيك في جُنباتُ الليل ويُضيُعك في الظلام الحالك عندما تبحث عن مؤنس فلا تجدُ سواك يعبث بأفكارها ويلقي بها يمنه ويسره يُشتتها ..
أشعر بنوبة زكام قادمة أظُني لم ألتحفك الليلة الماضية جيداً فقد كانت أضلعي أشد التصاقاً بك ,, كل ضلعاً يلتقطُ قطعةٍ من جسدك يبحث عن الدفء لا تعلم أضلعي التي اغتالها الشوق والحنين بأنك أشد عنفاً وقسوةً من البرد ..
أضاعني البرد في كومة المستدفئين فأين سأجد أدفأ منك لأستوطنه ..
لن تعلم أبداً ما تكن لك تلك النطفة التي احملها في حناياي التي عززت فيها إرادتنا ع البقاء في وجه الحب وإن خاننا يوماً ,, ع الوصول إلى القمة مع علم كلانا بأن الطريق إليها وعرٌ جداً كان صبري الوحيد الذي ألجمني ع الصمت وتحمل العقبات إني أحببتك بشده وبصمت باتت شفتاي تتلوانُه كمعوذاتِ ما قبل النوم فلم أجد غير فراشي لأسكنه هرباً منك ,, اختبأ تحته ليراودني الخيالُ عن نفسه لأسكنك من جديد ..
لم تبقى صفحة من تلك الدفاتر لم تكن أنت بطل مأساتها أهرب إليك لعلك تروي تلك الشفتين التي أشقاهما التعب وتلهث لركضها خلف خيال وهي صنعته لنفسها لتروي قلبي بكلمات ولو كانت بظهر الغيب حتما سأشعر بها ولكنك لم تروي غير خدي بمجرى من الدموع أنت من اعد تصريفه لا يد تستطيع أن توقفه أي كومات استطيع ركلها بها لأوقف تلك الدموع حتى يندملُ أثرها من وجنتي ..
لم أسمح لأحد من قبل أن يمس طهر احساسي وبأن يفض بكارة حبي وخجلي وأن يستفحل بذنبه اللئيم ليرجمني بلعنة للحب ليست كباقي اللعنات ,, و بـِ صومعة أزلية كل ليلة ارتشف منها ما يذهبُ عقلي ويوصلني حد الهذيان بك حتى أنام ,, وأستيقظ ع رؤيتك كالشمس في سماء غرفتي لم تعد تسكنني فحسب بل تستكن بكل تفاصيلي وحاجياتي الصغيرة المتناثرة ع الأرائك وماحولها ..
هربت لشهرين من حروفك ,, أسطرك ,, ذكراك ,, ربما هربت من الكتابة لأتلقى درساً قاسياً يعيدك لي في غضون كلماتٍ ,, وأعد أرتلك ع الصفحات تعويذة تتبارك بها أحرفي ..
كنت اهرب لسلوان بتدوين تفاصيلً تافهةٍ بالنسبة لي ,, كنت ارغب فقد تفاصيل تتحلى بك ولكني لم أتقن يوماً بأن بعثرة قلمي لن تجدي إلا معك ولن تتجمل إلا بأحرفك مهما كانت قليلة فهي كفيلةٌ بأن تخلق جو الاستمتاع بك بداخلي كل طرق الأقلام موصلةٌ لك ..
دائماً ما أبعثر هرباً منك وأجد أن بعثرتي بحثاً عنك ..
تناقضك بداخلي ترك لي أهازيج فتياتك فرحاً بعودتك لصفحاتي ..
27/2/2011 م